ضرورة تثبيت العقيدة في قلوب المسلمين
- هي التي تحكم علاقة المسلم بربه عز وجل وعلقته بالخلق على منهج سليم يرضي الله سبحانه وتعالي ويحقق السعادة في الدنيا والفلاح في الآخرة والنجاة .
- هي الرابط الأبقى والأقوى بين المسلمين في كل زمان إلي قيام الساعة
- هي الرابط فيما بينهم وبين الأمم الأخرى والبشرية جمعاء
- وهي الرابط السليم بين عالم الشهادة وبين عالم الغيب جاءت من لدن حكيم خبير
مصطلحات الموضوع أو مصطلحات العقيدة
فالعقيدة
لغة :- مأخوذة من العقد وهو الشد والربط بإحكام
ولذلك يعني مما هو جارى على ألسنة الناس تسمية كل أمر ذي بال بأنه عقد فإجراء النكاح عقد ، إجراء البيع عقد وهكذا سائر العقود والعهود تسمي عقد مما يدل على أهميتها إذا فالعقيدة سميت عقيدة لأنها تنبني على اليقين والعقد الذي يستقر في القلب ويسلم به العقل ويحكم المشاعر والعواطف .
أما من حيث الاصطلاح :-
فإن العقيدة لها معنيان ، معني عام
يشمل كل عقيدة حق أو العقيدة الباطلة عند أهل الباطل
وهي تعني اصطلاحا الإيمان واليقين الجازم لدى المعتقد أي الذي لا يتطرق إليه شك
أما العقيدة الإسلامية
فهي تعني اليقين والتسليم والإيمان الجازم بالله عز وجل وما يجب له من التوحيد والعبادة والطاعة ثم بملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر وسائر أصول الإيمان ثم أركان الإسلام والقطعيات الأخرى وهي كثيرة كالشفاعة والرؤية والأمور العملية أيضا التي هي من قطعيات الدين كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد والحب في الله والبغض في الله ونحو ذلك مما يندرج في الواجبات حتى في العلاقات بين المسلمين كحب الصحابة رضي الله عنهم وحب السلف الصالح وحب العلماء وحب الصالحين ونحو ذلك مما هو مندرج في أصول الاعتقاد وثوابته .
وعلى هذا فأن أمور العقيدة هي كل ما ثبت به الشرع
- فسائر ما ثبت من أمور الغيب هو من أصول العقيدة
- ،الأخبار التي جاءت في كتاب الله وصحت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي من العقيدة.
- الثوابت والمسلمات العلمية أو العملية هي أيضا داخلة في أصول الاعتقاد ومن ذلك التزام شرع الله عز وجل في الجملة والتزام أصول الفضائل والأخلاق الحميدة ونفي ما يضادها كل هذا داخل في مسمى الأصول والقطعيات التي هي في مجموعها تسمي العقيدة .
هام جدا
إذا فهذه الأسس ليست محصورة في أركان الإيمان وأركان الإسلام بل حتى أن أركان الإيمان وأركان الإسلام لها أيضا قواعد متفرعة عنها هي من قطعيات الدين وأضرب لهذا مثالا :
الإيمان بالملائكة هو مبدأ قد يقر به الكثيرون لكن قد يوجد مثلا عند بعض الجاهلين أو بعض أصحاب الشبهات أو الأهواء من ينكر ملكا من الملائكة كما كان من بعض الأمة التي كانت أو تنكرت لجبريل عليه السلام فبهذا ينتقض الإيمان مع أن الفرد قد يقول بأني أومن بالملائكة لكن إذا خل بأصل من أصل الإيمان بالملائكة اختل أصل الإيمان واختلت العقيدة .
التعريف بالسلف الصالح
إذا فالسلف عندنا لها معنيان معنى خاص وهو خيار هذه الأمة ابتداء من أصل الصحابة إلي يومنا هذا والمعني الآخر هو من كان على هذا النهج وإن كان من المعاصرين .
التعريف بالسنة والجماعة
أهل السنة والجماعة هم كل من كان على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعون وأئمة الهدي .فمن كان على السنة ، من كان على السنة فهو من أهل السنة لماذا سموا بأهل السنة ؟ لاعتبارات شرعية :
1- لاستمساكهم بسنة النبي صلى الله عليه وسلم
2- ولأنهم أخذوا بوصية النبي صلى الله عليه وسلم عندما ذكر الأهواء والافتراق قال: (فعليكم بسنتي) فسموا أهل السنة
3- وكذلك لاتباعهم نهج السنة على جهة العموم
هل السنة هي الجماعة ؟
لا إنما السنة منهج والجماعة كيان ، السنة منهج والجماعة كيان فالمنهج ما ذكرته لكم ، الكيان الجماعة هم الذين وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم أي جماعة المسلمين الذين استمسكوا بالسنة وأخذوا بوصية النبي صلي اله عليه وسلم واتبعوا السنة وعلى هذا فإنهم وصفوا بالجماعة لأنهم أخذوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم (عليكم بالجماعة وعليكم بالجماعة) إلي آخره ولأنهم اجتمعوا على الحق وأجمعوا عليه واجتمعوا على الأصول الكبرى والمعاني العظمي من مسلمات الدين وثوابتها وعلى مصالح الأمة العظمي كبيعة إمام ، الاتصال والطاعة للوالي بالمعروف وغير ذلك من المصالح العظمي فهم يجتمعون عليها اجتمعوا على المصالح واتبعوا واجتمعوا على ما عليه سلف الأمة والتزموا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالجماعة وعلى هذا وهذا أمر مهم أرجو أن تنتبهوا إليه وعلى هذا فإن وصف السنة والجماعة ليس شعار ولا حزب ولا مذهب بل هو وصف شرعي جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم
أهل السنة والجماعة وصف شرعي جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم
أولا أن الرسول صلى الله عليه وسلم لما ذكر الافتراق حذر منها وذكر الفتن والاختلاف قال إن من يعش منكم بعدي فسيري اختلافا كثيرا قال فعليكم بسنتي . متي ؟ إذا وجد الخلاف . إذاً مع الاختلاف الذين استمسكوا بالسنة هم أهل السنة الذين أخذوا بالوصية فإذاً هذا وصف شرعي
أيضا كذلك الجماعة لما ذكر الاختلاف والفرقة قال عليكم بالجماعة فعليكم بالجماعة ، وقال : إن يد الله مع الجماعة . فالجماعة إذا وصف شرعي جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم فهكذا الوصف بمجمله أهل السنة والجماعة أو السنة والجماعة منهج شرعي يمثل الإسلام بمصادره ومنهجه وليس فرقة ولا طائفة .
أوصافهم
1- أهل الحديث
بعض الناس قد يفهم من أهل الحديث أنهم رواة حديث لا ، نعم من أعظم خصائص أهل السنة أنهم رواة الحديث لكن لا يقف وصفهم على هذا فهم أهل الحديث العاملون بحديث النبي صلى الله عليه وسلم رواية ودراية والحديث يرادف السنة لأن حديث النبي صلى الله عليه وسلم لأن الحديث هو حديث النبي صلى الله عليه وسلم قوله وفعله وتقريره فهو مرادف لكلمة السنة إذا يرجع هذا الوصف إلي وصف بأهل السنة إذا هذا وصف .
2- هم أهل الأثر
لأنهم على أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أثر السلف الصالح
3- السلف
4- أهل الأتباع
5- الطائفة المنصورة
المنصورة بمعني أن الله عز وجل تكفل بنصرها إذا أخذت بأسباب النصر
6- الفرقة الناجية
ملحوظة هامة جدا
أن من عدى أهل السنة والجماعة هل هم خرجوا من مسمي الإسلام ؟ لا ، الذين اتبعوا السبل ما لم يخرجوا من الملة وهم أكثر فرق الأمة ومن فرق الثنتين والسبعين التي خرجت عن السنة هم من المسلمين هم مسلمون لكنهم خرجوا عن السبيل اتبعوا السبل خرجوا عن السنة فيسمون أهل الأهواء يسمون أهل الافتراق يسمون أهل البدع يسمون الفرق المفارقة لأنهم اتبعوا السبل التي نهى الله عنها ونهى عنها الرسول صلى الله عليه وسلم فلا يخرجون من مسمى الإسلام لكنهم لا يسمون أهل السنة والجماعة ولا يستحقون هذا الوصف لأنهم خالفوا وصية النبي صلى الله عليه وسلم يالاستمساك بالسنة .
خصائص عقيدة السلف
1- الكمال والشمول لأنه ربانية تنزيل من حكيم حميد وهو سبحانه العليم الخبير لمصالح العباد .
2- النقاء نقاء المصادر وسلامة المصادر
3- البقاء والحفظ لأنه هو الدين الحق والدين قد تكفل الله بحفظه وقال عز وجل ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر:9]
4- الوضوح
ولذلك وصف النبي صلى الله عليه وسلم بالبيضاء يقول في الحديث الصحيح (تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك) ويقول صلى الله عليه وسلم (جئتكم بها بيضاء)بيضاء نقية ، بيضاء نقية لا يعتريها أي غبش
5- الاعتدال والوسطية في كل شيء
على سبيل المثال :
في مسألة الوعد والوعيد هو وسط بين المرجئة الذين لا يعتبرون أي اعتبار للوعيد وبين الخوارج الذين لا يضعون أي اعتبار للوعد فالخوارج يأخذون بنصوص الوعيد على أشد ما يمكن أن يحملوه على أشد محامله و المرجئة يأخذون بنصوص الوعد على أشد محاملها فأهل السنة بين هذا وذاك يؤمنون بالوعد وأنه صدق وحق ويؤمنون بالوعيد ويردون هذا إلي هذا لأن نصوص الشرع لابد أن تتكامل لا سيما أن نصوص الوعيد فيها الكثير مما يقصد به الزجر وله استثناءات وله نصوص أخري تفسره فعلى هذا أهل السنة في جميع أمور الدين الاعتقادية والقولية والعملية هم وسط
6- توقيفية
لا مجال للاختراع فيه ولا زيادة ولا نقص موقوف على ما جاء في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
يتبع بأذن الله