السبب الرابع: صحبة السوء
النبى صلى الله عليه وسلم قال"المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل"
و السلف قالوا "الصاحب ساحب" وصديق السوء له تأثير شديد جدا وعندما ذكر العلماء من ماذا تتكون شخصية الإنسان ؟؟
وضعوا من جملة العناصر الأساسية التى تتكون بها شخصية أى إنسان ..هم أصحابه ... فلو تريد أن تعرف أى أحد فانظر إلى أصدقائه وانظر هو يتعامل مع مَن ويتكلم مع من وماذا أحوالهم
فصاحب السوء يفتح عليه أبواب المعاصى وأبواب الدنيا فيشده ويكون قلب موضوع فى جو ملوث فطالما هو موجود فى هذا الجو الملوث.! فكيف يشم رائحة الجنة ؟؟!!
والصحابى عندما قال "واها لريح الجنة إنى لأجد ريح الجنة دون أحد" فهو شم رائحتها لأن القلب طاهر ,, صافى ...
إنما صاحب هذا القلب الملوث بأجواء شياطين الإنس فهو لن يستشعر هذه المعانى التى نتكلم عليها أبدا ,, فطوال الوقت سيكون عنده عقوبة ما أشدها فاحذروا ...........
فالله يقول َ" بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُون "...
فانظر لخطورة المعنى ..فهذا الذنب أحاط به " وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ " فلا يستطيع التخلص من الذنب فبالتالى الذنب على الذنب على الذنب أصبح بداخله ,, وأصبح سجين الذنب.
عندما تقول للشباب أعلم أن هذا زمن فتن وأنه لكى تجد تكاليف الزواج فهى عملية صعبة أعلم أننا فى زمن ملئ بالشهوات والموبقات وكذا ولكن عف حتى يعينك الله سبحانه وتعالى " وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ " فالله سيعطيك عندما تعف ..
فيقول لك لا أستطيع لأنى مدمن عادة سيئة منذ سنين طويلة من سن البلوغ ولا أستطيع أن أتخلص من هذا الذنب ,, فهذا هو ما يقسي قلبك ويقطع بينك وبين الله وهو ما يجعلك كلما تصلى وتحافظ وتفعل تعود مرة أخرى لأنك مدمن للذنب ......
فاليوم المدمن للنظر على المواقع الإباحية ويقول لك للأسف الشديد أصبحت شئ أساسى عندى أتوقف شهر أو شهرين وأجد نفسي عدت مرة أخرى للذنب وعاد الماضى كله...
الشباب يرسلوا لى على الإيميل يقولوا لا نستطيع التخلص من أسر الذنب فهذا هو الخطر َ" بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُفَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَاخَالِدُون"
قهذه هى الأسباب التى توقعنا فى قسوة القلب.. الذنب على الذنب والتعلق بغير الله تبارك وتعالى والحرص على الدنيا والغفلة وصحبة السوء واشتغالك بكل ما يفسد القلب
اما أخطر أسباب .......... طول الأمل.
الله يقول " فَطَالَ عَلَيْهِمْ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ "
فقسوة القلب لأن مازال هناك اناس تقول عندما تتحسن ظروفى هبطل هذا الذنب ,, وأخر يقول أنى مضطر لعمل كذا وكذا فلا أريد أن أخدعك ولن أستطيع أن أفعل شئ مما تقول عليه لأن بيتى غير مهيأ وعملى غير مهيأ والبيئة حولى غير مهيأة وأن العملية لا تأتى مرة واحدة هكذا فأعطنى وقت حتى أستطيع العمل وأخر ,, أومَن يقول أنى مازلت فى عز شبابى والكلام الذى تقوله سيسبب لى إكتئاب فالدين سجن يجعلنى لا أعرف أن أعيش
فللأسف الشيطان يزين له الأمر هكذا ويقول له أمامك عمر طويل فعيش شبابك ... حتى يوقعك فى ذنب و ذنب و ذنب وعندما أكلم أحد يقول لى إن شاء الله عندما أذهب للعمرة .. ولما أحج .. وعندما ......... ساتوب
لذلك أوصيك ان لا تجعل الشيطان يلعب عليك بلعبة طول الأمل
فقلنا أن النبى صلى الله عليه وسلم قال "لا يزال قلب الكبير شابا فى حب إثنتين حب الدنيا وطول الأمل"صحيح البخارى
أى عندى 80 سنة و90 سنة ومازلت أفكر.. ماذا أفعل فى الدنيا.؟ ..فالمفروض أن يركز فى الأخرة فالأيام معدودة فالحق أعمل أى شئ وأبنى رصيد كى تلقى الله عز وجل به
.دعونا نتحدث بمنتهى الصدق أنا وأنتم هل تحسوا بمعنى "إذا أصبحت فلا تنتظر المساء"؟
فلو أحسست بهذا المعنى ووضعته فى قلبك ستجد نفسك ::: صلاتك مختلفة وتصلى النوافل وكل يوم تراعى ربك فى عملك وحياتك وأمورك
مثلا : لو الطبيب قال لك أن عندك مرض مستعصى وأيامك فى الدينا معدودة فماذا ستفعل؟
ستريد وقتها أن تفعل كل شئ :: عمرة , حج , قراءة قرآن , بذل مال فى شئ يرضى الله , تتصدق بكذا وتظل تجرى وتبادر قبل أن تبادَر وقبل أن تُطوى صحيفتك وتكتب فيها أى شئ يشفعلك عند الله سبحانه وتعالى ..
إنما صاحب القلب القاسي غافل وعنده طول أمل ...... فحل هذه المشكلة ما يلى :::
أن العلماء قالوا: إذابة قسوة القلب لا تكون إلا بشيئين: بخوف مزعج وشوق مقلق
فالخوف: العلماء يقولوا أعظم سائق إلى الله وأكثر شئ يوعظ القلب ويحركه فى الطريق أنه يكون لهيب السياط ويشعر أن هناك سوط فى ظهره
فهناك ينتظره ::: قبر وعذاب وعقاب ونار وحساب وأهوال يوم القيامة ورب أطلع على كل صغيرة وكبيرة وكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووقفة أمام الله ستستحى منها وليس بينك وبين الله ترجمان فهذا يخيفك وضنك فى الدنيا.
فيا مَن تقع فى ذنب مثل الصحوبية أحذر العقوبة إذا لم تتوب ستكون حياة زوجية غير مستقرة ,,, و هذه الفتاة أحبت شخص وحدثت مشاكل وتزوجت من أخر وتحدث مشاكل بأن تعقد مقارنة بين الإثنين ,, و بالمقارنة تكون الحياة غير مستقرة ويترتب عليها مشاكل فهذه عقوبات ,,,,,,
فلو أنا خائف من هذه العقوبة وأن أُبتلى بعد ذلك من جنس العمل كما يقول الله " مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ "
الجزااااء من جنس العمل .. فيا مَن تشاهد مواقع هل ستحتمل أن تجد زوجتك تفعل من نفس الذنب ؟ وهل تحتملها على أختك أو أحد من محارمك .. ؟؟؟؟؟؟؟ فستُعاقب على الذنب ...... فلو كان الخوف بداخلك سيمعنك...
فلو قال الناس مثلا أن فلان يقع فى الزنا مثلا والعياذ بالله فيقولوا لك اتقى الله نحن عندنا نساء ,, فالناس تفهم أن الذنب سيعُجل..
نعم سيعجل فالنبى صلى الله عليه وسلم يقول "بابان معجلان عقوبتهما فى الدنيا قبل الأخرة البغى والعقوق"
والبغى: معناه الظلم والتجاوز فى الظلم.
فلو أنت ظلمت نفسك ظلم شديد ستُعاقب ,, ولو أنت تعق بأهلك ستُعاقب ولو أنت تعق بمن له الفضل عليك ستُعاقب ,, فعندما تحس من داخلك بهذا ستخاف وترتجف وتقول لن أفعل ذلك حتى لا يحدث لى كذا وكذا وسأطعم أولادنا من حلال كما كانت المرأة تقول لزوجها " إنا نصبر على الجوع ولا نصبر على حر النار"
هذا هو الخوف المزعج. فأفيق وألحق نفسك قبل أن تُعاقب بهذه العقوبات الشديدة لأن ربك جليل وليس غافل وهو لا يهمل العبد ولكنه يمهله ........
كأن تُعاقب بالإستدراج وأنت لا تدرى ,, بل تفرح وتضحك بملئ فيك وتغرق فى الدنيا وفجأة تُعاقب بعقوبة لا تتصورها...
يارب لين لنا قلوبنا
يارب طهر لنا قلوبنا
يارب اسلل سخائم صدورنا
يارب لا نلقاك إلا بقلب سليم يحبك ويخشاك ويجلك
نريد أن تطهرو تلين قلوبنا وتحس وتفيق ولذلك..
فعلاج قسوة القلب == > أن نشعر لو وقعنا فى ذنب من هذه الذنوب فسيكون لها عقوبة...
بعض أهل العلم قال "مَن ظن ألا يُعاقب على ذنب لم يتب منه فإنه مجنون"
فربنا عدل ولا يظلم مثقال ذرة فبالتالى مَن يعمل السوء يجزى من جنس عمله وسيجزى العقوبة وربما تكون العقوبة عاجلة ومُرة ولو تشعرون بهذا فربما يكون ذلك الخوف المزعج فيجعلك تقلع عن الذنب وتفيق وتراجع نفسك وحساباتك حتى لا تُعاقب بمثل هذه العقوبات
فالخوف من الإستدراج بأن يأخذ من الدنيا ....
كما قلنا إذا رأيت العبد يعطيه الله عز وجل من خير الدنيا وهو مُصر على معاصيه ومستمر فى الذنوب فهو يأخذ من الدنيا مال وزوجة وأولاد " قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ " وبينما هو مُصر على هذه المعاصى فإنما هو إستدراج " سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ "
فأنا أخاف أن أُستدرج وأخاف من سوء الخاتمة
فعندما يخبر النبى صلى الله عليه وسلم عن أحوال الناس بأنهم سيكونوا على نوعين تجد الرجل يعمل بأهل أهل الجنة وتراه تقول شيخ أو ولى من أولياء الله الصالحين حتى لا يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ,,,,, يارب سلم ....
فهنا تخاف من سوء الخاتمة و تخاف من القبر ... لأن إبن القيم يقول فى كتاب الروح "قلَّ مَن لا يُعذب فى البرزخ" لأن الذنوب كثيرة حتى عندما يستلقاه ربه سبحانه وتعالى يوم القيامة مطهر فيجب أن يُزال هذا الرصيد من السيئات
فأخاف أن لو صار القبر بالنسبة لى حفرة من حفر النار وصار فيها العذاب على الصلوات التى فرطت فيها و الزكاوات التى لم أُخرجها و.و..و. من الذنوب ,, فيكون هذا صعب ومُر
وأخاف من هول المحشر ,, فالشمس تدنو حتى يُلجم بعض الناس من شدة العرق والإحتراق
وأخاف أن لا أكون فى ظل عرش الرحمن
فلو أصبحت هذه المخاوف بداخلى وأحسست بها فستجعلنى أخذ قرار مختلف وأبدأ أغير من حياتى
ومن علاج قسوة القلب :::
1- تأملوا سورة الحديد فتصلوا بها هذا الأسبوع ولو مرتين أو ثلاثة فى الليل لأن بها علاج لقسوه القلب مع كل أية فيها بإذن الله تعالى.
2- أريدك أن تكتب وصيتك الليلة فهناك كتيبات تُوزع مكتوب بها الوصية فأريدك أن تكتب وصيتك وتستشعر أن الموت منك قريب.
3- أريد من الرجال هذا الأسبوع أن يزوروا قبر وتأخذ معك اثنين أو ثلاثة وتستشعر أول منازل الأخرة .
4- ولو أخت من الأخوات تذهب إلى مستشفى فى قسم من الأقسام الحرجة للنساء واذهبى لترى بعينك وحركى قلبك فيكن ذلك سبباً في تليين القلب بحق.....
مستفاد من حلقة : قلبي قاسي
للشيخ هاني حلمي
من برنامج : قلوب من نور