وتعاونوا على البر والتقوى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الصابيات عليهن الصلاة والسلام

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
الداعية إلى الله
المدير العام
المدير العام
الداعية إلى الله


عدد الرسائل : 176
تاريخ التسجيل : 06/11/2007

الصابيات عليهن الصلاة والسلام Empty
مُساهمةموضوع: الصابيات عليهن الصلاة والسلام   الصابيات عليهن الصلاة والسلام Empty07/11/07, 12:23 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
نحن عندما نتبعهن فقد فزنا لأنهن خير ما في أمة محمد صلى الله عليه وسلم .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

وهن كثيررررررررررررر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.as7ab.maktoob.com/hafedatalsalf
أم سيف الدين
عضوة نشطة
عضوة نشطة
أم سيف الدين


عدد الرسائل : 50
تاريخ التسجيل : 09/11/2007

بطاقة الشخصية
مزاجي: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

الصابيات عليهن الصلاة والسلام Empty
مُساهمةموضوع: زيــنــب بـــنــت جــحــش   الصابيات عليهن الصلاة والسلام Empty25/12/07, 01:14 pm

زيــنــب بـــنــت جــحــش


هي زينب بنت جحش بن رباب المخزومية، وأمها أميمة بنت عبد المطلب الهاشمية، عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كانت زينب زينة فتيات مكة، غضة بضة، تتباهى بأصالة أرومتها، وطيب عنصرها، وفصاحة لسانها، وعزة فضائلها.
أسلمت وآمنت وبايعت، وظلت عزباء إذ ردت الكثير ممن تقدموا لها بخيلاء العربية، لأنها كانت لا تجد في من رغب بالزواج منها تكافؤا اجتماعيا.

زواجها من زيد بن حارثة المولى
كان زيد بن حارثة مولى خديجة وهبته لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قبل البعثة وهو ابن ثماني سنوات
فأعتقه وتبناه. وكانوا يدعونه زيد ابن محمد.
وبعد أن هاجر المسلمون من مكة إلى المدينة، أراد النبي صلى الله عليه وسلم
أن يبني المجتمع المدني على أسس جديدة
فيها الثورة على كل الأعراف الجاهلية،وقيمها الزائفة. أراد أن يبني ذلك المجتمع على قاعدة صلبة من الإخاء الإنساني في الله،
بحيث تكون بشرية الإنسان والفرد، وتقواه مع الله هي مؤهلاته فقط ،لا ماله ولا حسبه ولا بأسه ولا مكانته...
فيروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال لزينب بنت عمته:
إني أريدك أن تتزوجي من زيد بن حارثة ... وفاجأها الطلب،
فقالت : يا رسول الله ... لا أرضاه لنفسي وأنا أيّم قريش.
فقال صلى الله عليه وسلم : فإني قد رضيته لك ....
وكان القول الفصل فما دام رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي ارتضى زيدا لزينب فمعنى ذلك حكمة ما بعدها حكمة. وتم زواج المولى زيد بن حارثة من الفتاة القرشية ذات الحسب والنسب، زينب بنت جحش.
ولم يعد هناك فرق بين الزوجين لأن الإسلام سوى بينهما، فأكرمهما عند الله أتقاهما.
ومضى قطار العمر بزينب وزيد، لكن كانت هناك بعض الغيوم التي تتلبد
بين الحين والحين في سماء بيت الزوجية،
ولم يكن الوفاق على أتمّه بينهما، وكما تقتضي قواعد السعادة الزوجية. حتى كان المفترق...
فكان زيد رضي الله عنه يأتي إلى الرسول صلى الله عليه وسلم طالبا إليه أن يساعده على الخلاص من زينب
والتفريق بينهما ليأخذ كل طريقه في الحياة، فيرده النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : أمسك عليك زوجك
وتكرر الطلب من زيد وتكرر الرد من رسول الله صلى الله عليه وسلم ...وأخيرا ... جاء الأمر من السماء بالتفريق، وبزواج الرسول صلى الله عليه وسلم من زينب.

وقد أحببت أخواتي أن أذكر بالتفصيل الحكمة من هذا الزواج، لما في ذلك من رد واضح وصريح على ما يتبناه بعض المستشرقين وأعداء الإسلام من افتراءات على رسولنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم، لزواجه من زينب بنت جحش مدعين أنه أعجب بزوجة ابنه وتزوجها إلى ما لا نهاية له من الادعاءات والأكاذيب.

الحكمة من هذا الزواج
كانت عادة الجاهليين أن يمتنع المتبني عن الزواج من قرينة من تبناه لأنه كان منه بمنزلة الولد،فلما جاء الإسلام أبطل عادة التبني، وردّ الأمر إلى أصوله وجذوره
" ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا " الأحزاب آية 5
وأراد الله سبحانه وتعالى أن يحق الحق بكلماته ويبطل تلك العادة كلية بأصولها وفروعها، وأن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم هو القدوة في هذا الشأن
" لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا " الأحزاب آية 21
ودبّر الأمر سبحانه على الكيفية والصورة المثالية، ثم أعقبها بحكمه الشرعي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه،
"وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا " الأحزاب 37
فلما أنقضت عدتها من زيد أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم خادمته سلمى لتخبر زينب برغبته في الزواج منها،
فلما سمعت زينب ذلك خرّت ساجدة، وقد استبدّت بها الفرحة بهذا الخبر الطيب والذي به تنال الحظوة والشرف العظيم وتدخل في عداد أمهات المؤمنين وتتفيأ ظلال بيت النبوة الكريم.


المتصـدقة
ولقد كانت شهرة زينب رضي الله عنها بين أزواج النبي بشأن الصدقة أكثر منهن جميعا، فما كانت لترضى أن تُبيت درهما في دارها قبل أن تتصدق به على من هو بحاجة إليه..
تنفق كل ما تصل إليه يدها من عطاء أو صلة أو غيرها ، تقربا إلى الله تعالى واقتداء بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
يروى أن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أرسل أم المؤمنين زينب بنت جحش بالذي لها من الصلة والرزق،
فلما أدخل عليها قالت : غفر الله لعمر، غيري من أخواتي كان أقوى على قسم هذا مني.
قالوا هذا كله لك ؟
قالت : سبحان الله .. ثم استترت بثوب وقالت : صبوه واطرحوا عليه ثوبا، ثم قالت لبرزة بنت رافع
ادخلي يدك فاقبضي منه قبضة فاذهبي بها إلى بني فلان، وبني فلان، من أهل رحمها وأيتامها حتى بقيت بقية تحت الثوب.
فقالت لها برزة : يا أم المؤمنين غفر الله لك ، والله لقد كان لنا في هذا حق، فقالت : لكم ما تحت الثوب.
فوجدنا تحته خمسة وثمانين درهما، ثم رفعت يدها إلى السماء فقالت : اللهم لا يدركني عطاء لعمر بعد عامي هذا.
ويروى أن عطاءها بلغ اثني عشر ألف درهم لم تأخذه إلا في عامها هذا، وفرقته على اليتامى والمساكين كما رأينا.

ولما حضرتها الوفاة عام عشرين من الهجرة، وكانت قد بلغت الثالثة والخمسين من عمرها، أرسل لها عمر بن الخطاب بخمسة أثواب من الخزائن يتخيّرها ثوبا،
فكفّنت فيها، وتصدقت أختها عنها، كما أوصت بكفنها الذي كانت أعدته لتُكفّن فيه.

عن يحيى بن سعيد عن القاسم ...قالت زينب بنت جحش حين حضرتها الوفاة
" إِنِّي قَدْ أَعْدَدْتُ كَفَنِي؛ فَإِنْ بَعَثَ لِي عُمَرُ بِكَفَنٍ، فَتَصَدَّقُوا بِأَحَدِهِمَا؛ وَإِنِ اسْتَطَعْتُم إِذْ أَدْلَيْتُمُوْنِي أَنْ تَصَدَّقُوا بِحَقْوَتِي، فَافْعَلُوْا "
وبهذا التصرف تعطي زينب رضي الله عنها، للمؤمنات والمؤمنين من بعدها خير المثل وأعظمه، في احتساب ماديات الدنيا كلها،
عرضا زائلا تبتغي به الدار الآخرة، التي هي أبقى وأخلد.

قالت عائشة رضي الله عنها " ما رأيت امرأة قط خيراً في الدين من زينب، وأتقى لله، وأصدق حديثاً، وأوصل للرحم، وأعظم أمانة وصدقة "

وعن عبد الله ابن شداد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمر : "إِنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ أَوَّاهَةٌ "
قيل يا رسول الله ما الأواهة.... قال: الخاشعة المتضرعة.


وفـــاتـــها
لما توفيت زينب بنت جحش رضي الله عنها، وكانت أول نساء النبي لحوقا به، فلما حُملت إلى قبرها،
قام عمر إلى قبرها فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:
إني أرسلت إلى النسوة يعني أزواج النبي صلى الله عليه وسلم حين مرضت هذه المرأة أن من يمرضها ويقوم عليها؟
فأرسلن : نحن، فرأيت أن قد صدقن، ثم أرسلت إليهن حين قبضت، من يغسلها، ويكفنها فأرسلن نحن، فرأيت أن قد صدقن،
ثم أرسلت إليهن من يدخلها قبرها فأرسلن : من كان يحل له الولوج عليها في حياتها.
فرأيت أن قد صدقن فاعتزلوا أيها الناس، فنحّاهم عن قبرها، ثم أدخلها رجلان من أهل بيتها.
وكان عمر رضي الله عنه، هو الذي صلى عليها ورافقها حتى البقيع، وانتظر حتى فرغ من حفر القبر، تكرمة لها واعترافا بفضلها ومكانتها.


رضي الله عن أم المؤمنين، وإمامة المتصدقين، وزوجة رسول رب العالمين،
بوحي في الكتاب المبين، وألحقنا بها في الصالحين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم سيف الدين
عضوة نشطة
عضوة نشطة
أم سيف الدين


عدد الرسائل : 50
تاريخ التسجيل : 09/11/2007

بطاقة الشخصية
مزاجي: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

الصابيات عليهن الصلاة والسلام Empty
مُساهمةموضوع: أم سليم بنت ملحان   الصابيات عليهن الصلاة والسلام Empty25/12/07, 01:17 pm

أم سليم بنت ملحان

إن الحديث عن أم سليم – رضي الله عنها – متعدد الجوانب، متشعب الاتجاهات، كثير المنعطفات، فوقائعها كثيرة جدا، ولكنها كلها تصب في مجرى واحد هو حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
هي أنصارية من أهل المدينة، أسلمت مع السابقين والسابقات إلى الإسلام، وقد اختلف المؤرخون في اسمها اختلافا كبيرا، فمنهم من قال سهلة، ومنهم من قال رميلة، ومنهم من قال رميثة،وقيل مليكة ، وقيل الغميصاء أو الرميصاء.
ولعل شهرة الكنية " أم سليم " هي التي أدت إلى هذا التعدد والتباين في موضوع اسمها.
أسلمت أم سليم، وكانت زوجة لـــ " مالك بن النضر" الذي اختلف معها فهو مصر على شركه وقد انغلق قلبه عن الهدى، وغشي بصره عن نور الإسلام، وأدى إلى الفراق بينهما.
وهذا أول المواقف لأم سليم، فحب الله ورسوله أغلى وأثمن من حب العشير والزوج، ولو كان من أقرب المقربين،
حتى ولو كان والد الإين الوحيد " أنس بن مالك " رضي الله عنه.
فارقها مالك وفارق المدينة أيضا....لم يطق بقاءه في المدينة مع وجود رسول الله صلى الله عليه وسلم، واتجه إلى الشام ثم ما لبث أن مات هناك، بعيدا طريدا شريدا، ليس عن الوطن فقط ، بل عن رحمة الله سبحانه وتعالى.
ومضت أم سليم في الطريق إلى الله تعالى، في خطواتها قفز ووثب وسرعة، وإن دل ذلك على شيء إنما يدل
على استغراق الذات في الحب، وبلوغ المدى.


زواجها الثاني

بعد مفارقة مالك لها، جاءها أبو طلحة الأنصاري " زيد بن سهل" خاطبا، وكان لا يزال علىشركه ووثنيته.
فماذا قالت له ؟ وهي التي آثرت حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم على حب الزوج، ووالد الإبن الوحيد.
قالت وهي في أرقى حالات الإيمان واليقين:
يا أبا طلحة ألست تعلم أن إلهك الذي تعبد نبت من الأرض؟
قال : بلى
قالت : أفلا تستحي تعبد شجرة ؟
بعد هذا التقريع الشديد واللوم وتحقير المعبود المنحوت، دونما تردد أو تلجلج أو تهيب من أبي طلحة الذي كان علما في شجاعته وقوته ومكانته في قومه، بعد كل هذا تلطفت أم سليم معه في القول فماذا قالت ؟
قالت : إن أسلمت فإني لا أريد صداقا غيره
فقال أبو طلحة : دعيني حتى أنظر في أمري
فذهب، ولم يطل غيابه.....
ثم جاء فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله
فقالت لولدها أنس والذي لم يكن قد بلغ في ذلك الوقت سن الحلم
يا أنس زوّج أبا طلحة
وتم الزواج ... وهكذا أصبحت أم سليم أول مسلمة جعلت مهرها وصداقها إسلام الزوج، وهذا فتح جديد،
يذكر فيشكر، ويسند فيُحمد.
وهو من المواقف التي تسجل لأم سليم في سفر مجدها وعظمتها وهو ولا شك رافد من روافد النبع العظيم في
قلبها : حب الله ورسوله.


ولدها أنس

ويتدفق نبع الحب الصافي غزيرا براقا صافيا
فتأتي أم سليم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعها ولدها أنس، غلام صغير، لم يتجاوز العاشرة من عمره، فتقول:
يا رسول الله ، هذا أنس يخدمك
فتقبله النبي صلى الله عليه وسلم بقبول حسن وضمه إلى بيته.
ولازم أنس رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ قدومه إلى المدينة حتى لحق بالرفيق الأعلى، على مدى عشر سنوات،
وكان لا يفارقه في حله وترحاله، لذا وعى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الشيء الكثير من أحواله وأفعاله وأقواله وأصبح مرجعا في هذا الشأن العظيم.


شجاعتها

ولا تنتهي المواقف من أم سليم، رضي الله عنها، حول رسول الله ومعه... إذ يُجمع المؤرخون وكتاب السيرة والتراجم أن أم سليم كانت تخرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزواته، مجاهدة بحدود ما تسمح به إمكاناتها، دافعها إلى ذلك نبع الحب الذي لا ينضب.
وقد ظهر ذلك في أكثر من غزوة، وظهر جليا في غزوة حنين...
ويوم حنين يتوسط في التاريخ بين فتح مكة وغزوة الطائف على التتابع، وهذا يشهد لأم سليم أنها كانت في جيش المسلمين آنذاك على امتداد الجهاد وعنف القتال وصعوبة وقسوة الترحال.
أخرج ابن سعد بسند صحيح: أن أم سليم اتخذت خنجرا يوم حنين، فقال أبو طلحة:
يا رسول الله، هذه أم سليم معها خنجر..... فقالت : اتخذته إن دنا مني أحد من المشركين بقرت بطنه.
وتختم أم سليم المواقف بحفظها وروايتها للحديث ، وقد تلقى عنها نفر من الصحابة رضوان الله عليهم، منهم ابنها
أنس وابن عباس وزيد بن ثابت وأبو سلمة بن عبد الرحمن، وآخرون.
نسأل الله أن يبعث في قلوبنا نفحة من نفحات أم سليم الزكية الفواحة،.... آمين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم سيف الدين
عضوة نشطة
عضوة نشطة
أم سيف الدين


عدد الرسائل : 50
تاريخ التسجيل : 09/11/2007

بطاقة الشخصية
مزاجي: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

الصابيات عليهن الصلاة والسلام Empty
مُساهمةموضوع: فاطمة بنت الخطاب   الصابيات عليهن الصلاة والسلام Empty25/12/07, 01:20 pm

فاطمة بنت الخطاب

كلما ذكر إسلام سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ذكر اسم فاطمة رضي الله عنها معه.
لقد كان إسلام عمر فتحًا....كما كان حدثا هاما ... وتحوّلا جذريًا وأساسيا في مواقع الدعوة الإسلامية في مكة.
إذ انطلقت به الدعوة من السرية إلى العلنيّة، وعاد الذين هاجروا إلى الحبشة فرارا بدينهم، واهتزت قريش من أعماقها....
وأيضا باسلامه استجاب الله دعاء نبيه : اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين عمرو بن هشام أو عمر بن الخطاب.
وكان بيت فاطمة بنت الخطاب رضي الله عنها المِحْضَنَ الذي أفرخَت فيه نفسية عمر وروحه إسلامها وإيمانها. فجدير بنا
أن نذكرها في النســاء الخالدات مسلمة جابهت ثم صمدت في وجه أصلب القرشيين عودا وأشدهم بأسا، فليّنت عريكته، وأسلست قياده.
رضي الله تعالى عنها، وحشرها مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسُنَ أولئك رفيقا.


في بيت الخطاب

كان بيت الخطاب بن نُفيْل بيتا مخزوميا قرشيا فهو في الذروة من بطون قريش، يمتاز بالشرف والرفعة والاعتداد بالحسب والنسب، ويتميز أبناؤه بالفضائل العربية، إلى جانب القوة في تكوين الشخصية.
ونشأت فاطمة على تلك الخلال، ثم درجت على ذلك السبيل فلما اكتمل شبابها وبرزت أنوثتها خطبها سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل قريبها. ثم اقترن بها وأقاما معا على أحسن ما يكون الوفاق، وأمتن ما تكون الصلات، وأوثق ما تكون العلاقات بين زوج وزوجته، يحكم ذلك كله محبة واحترام متبادلين، وتفاهم عميق.


إسلام زوجها سعيد

وكان خبّاب بن الأرَتّ – رضي الله عنه – من المبشرين الذين حملوا الدعوة إلى الله ، وفتحوا بها مغاليق العقول والأفهام.
وكانت تربط خبّاب بسعيد صداقة وثيقة، فحدثه بأمر الرسالة فاقنعه، ثم أتى به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاسلم بين يديه وشهد لله وحده بالوحدانية ولمحمد بالرسالة.


إسلام فاطمة

عاد سعيد إلى بيته فاستقبلته زوجته فحدثها بما جرى معه، وما أقدم عليه، كما حدثها عن لقائه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما شعر به خلال ذلك اللقاء من روحانية شفافة، ثم ظهرت على محياه علامات الجد والرصانة حين أخذ يشرح لها بعض ما يدعو إليه محمد من تغييرات اساسية في التركيب العقائدي والاجتماعي والسياسي لما تعارف عليه الناس في المجتمع القبلي الجاهلي.
كانت فاطمة تصغي إليه بكل جوارحها وعواطفها وعقلها، وما أن ختم كلامه حتى نطقت فاطمة بالشهادتين.


البيت المسلم

وران على جو البيت طائف من الرحمن، يسبحه بالعلم، ويحصنه بالخلق، ويحميه من الزيغ والفتنة والضلال، ويأخذ بيده في مدارج المعرفة.
وكان خبّاب رضي الله عنه يأتيهم دوما فيزودهم بزاد القرآن، ويفقههم في دين الله ، ويشرح لهم ما استغلق على عقولهم، وينمي في قلوبهم غرسة الإيمان. ويحرص ويحرصون على أن لا يشيع أمر إسلامهم خوفا من بطش عمر شقيق فاطمة بهم وثورته المدمرة.


شرارة الإيمان

وفي أحد الأيام بينما كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه، في جماعة من رؤوس قريش يجلسون في دار الندوة يتجاذبون أطراف الحديث، ويتناقشون في أمر الدعوة الطارئة التي يحمل لواؤها محمد بن عبد الله ويبشر بها، وما آل إليه أمر الناس بين معجب بها ومؤيد لها، وبين نافر منها محارب لها، بينما هم في ذلك وعمر أشدهم حماسة وأكثرهم انفعالا، قام واقفا والغضب باد في عينيه حمرة تتوقد، ثم غادرهم إلى دار الأرقم بن أبي الأرقم يريد أن يفتك بمحمد ويقضي عليه ليريح الناس من شرور دعوته وآثام رسالته، التي كما يدعي فرقت بين الأب وابنه، والزوج وزوجته، وبذرت بذور الشقاق بين الأشقاء والأقرباء.
كان يمضي في طريقه تهد الأرض خطواته فيكاد يخرقها، فالتقاه رجل من بني زهرة فسأله أين تريد يا عمر؟
فقال عمر : أريد أن أقتل محمدا.
فقال له الرجل: وكيف تأمن من بني هاشم وبني زهرة وقد قتلت محمدا ؟
قال له عمر : ما أراك إلا قد صبوت !!!
قال له الرجل : لم أصْبُ، ولكن ... أفلا أدلك على العجب ... إن صهرك سعيد بن زيد وأختك فاطمة قد صبوا وتركا دينك...
وهنا ارتفعت حدة غضب عمر فقال : أو قد فعلا ذلك ؟ لئن فعلا لأقتلهما شر قتلة.
ثم مضى مسرعا وغضبته تكاد تسبق خطواته، ولقد بلغت ثورته حدا لم يعد يميز فيه الأشياء والموجودات ... حتى دنا من منزل أخته فاطمة.
اقترب من الباب فوجده منفرجا قليلا، وحين هم بالدخول سمع أصواتا تردد كلاما لم يتبينه فتسمر في مكانه وأصغى قليلا ثم دخل وصوته يدوي بالنداء على أخته.
كان خبّاب رضي الله عنه في ذلك الحين يقرأ على مسمع سعيد وفاطمة بعض آيات القرآن الكريم، فلما أحس بدخول عمر قام واختبأ.
دخل عمر على أخته وصهره قائلا:
ما هذه الهمهمة التي سمعت؟
وكانت فاطمة قد أخذت صحيفة القرآن فجعلتها تحتها لتواريها عن ناظري عمر.
ثم أجاباه : ما سمعت شيئا.
قال عمر : بلى والله، لقد أخبرت أنكما تبعتما محمدا في دينه.
ثم هجم على صهره سعيد وصفعه وبطش به فجرت دماؤه...
فقامت فاطمة لتدافع عن زوجها وتقف حائلا بينه وبين عمر الغاضب الثائر.
فضربها عمر هي أيضا فشجّها.
فأثار هذا الموقف سعيد وفاطمة فقالا:
نعم لقد أسلمنا وآمنّا بالله ورسوله، فاصنع ما بدا لك.
وكان لمنظر الدماء التي سالت من فاطمة وسعيد ولجوابهما أياه دون خوف أو خشية اثر في نفس عمر ...
فقال عمر :
أعطني هذه الصحيفة التي سمعتكم تقرؤون آنفا أنظر ما هذا الذي جاء به محمدا.
فقالت له أخته : إنا نخشاك عليها.
فقال عمر: لا تخافي.
وحلف لها بآلهته ليردنّها إذا قرأها إليها، قلما قال ذلك طمعت في إسلامه فقالت له :
يا أخي، إنك نجس على شركك، وإن لا يمسها إلا الطاهر، فقام عمر واغتسل فأعطته الصحيفة فقرأها فإذا فيها:

طه (1) مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى (2) إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى (3) تَنزِيلًا مِّمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى (4)
الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5)

فما قرأ عمر تلك الآيات التفت إلى أخته فاطمة فقال:
ما أحسن هذا الكلام وأكرمه!!
فلما سمعه خبّــاب بن الأرَتّ خرج من مخبئه الذي توارى فيه ثم قال لعمر:
يا عمر إني لأرجو الله أن يكون الله قد خصك بدعوة نبيه ... فإني سمعته أمس وهو يقول " اللهم أيد الإسلام بأبي الحكم بن هشام أو بعمر بن الخطاب" فالله الله يا عمر....
وهنا كانت روح عمر قد أصبحت على عتبة الإيمان والإسلام.
فقال لخباب : دلني يا خباب على محمد حتى آتيه فأسلم.
فقال له خباب : هو في بيت عند الصفا في نفر من أصحابه.


إسلام عمر

وخرج عمر من بيت أخته فاطمة متوجها إلى الدار، خرج متوشحا سيفه وشحنة الإيمان تملأ قلبه الذي كثرت خفقاته...
ها هو في سيره متئد الخطا، هين الوقع، ساهما سابحا في أجواء من التطلعات إلى المستقبل يتهيب الموقف واللقاء،
وهو الذي ما هاب قبل ذلك إنسانا، ولا اضطرب أمام بشر، بل هو الذي كان يرهب الآخرين، فتنخلع القلوب لغضبته وثورته.
لقد كان لفاطمة رضي الله عنها ولموقفها الإيماني العظيم وتصديها لعمر بن الخطاب المتجبر المتكبر الأثر الأول في إسلامه.
نذكر ذلك لفاطمة رضي الله عنها ولا ننساه، وننزله من نفوسنا وأرواحنا منزل الإكبار والإجلال.
وقرع عمر باب بيت الأرقم بن أبي الأرقم ونادى، فما سمعوا صوته قام رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر من خلال الباب ورأى عمر متوشحا سيفه.
فرجع وهو فزع وقال:
يا رسول الله، هذا عمر بن الخطاب متوشحا السيف.
فقال حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه :
إئذن له، فإن كان جاء يريد خيرا بذلناه له، وإن كان يريد شرا قتلناه بسيفه.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إئذن له...
فأذن له الرجل، وفتح الباب ودخل عمر.
فنهض إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لقيه عند مدخل الدار في الحجرة الخارجية، ثم أخذ بمجمع رداء عمر وجذبه جذبة شديدة وقال له:
ما جاء بك يا ابن الخطاب؟ فوالله ما أرى أن تنتهي حتى ينزل الله بك قارعة.
فقال عمر
يا رسول الله ، جئتك لأؤمن بالله وبرسوله، وما جاء من عند الله.
فكبّر رسول الله صلى الله عليه وسلم تكبيرة فعرف أهل البيت من أصحاب رسول الله أن عمر قد أسلم، فهللوا وكبّروا وأعلنوا فرحتهم الكبيرة.
وهكذا ... أسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنهن وكان إسلامه كما قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فتحا.
وسجل التاريخ لفاطمة بنت الخطاب رضي الله عنها سابقتها تلك في أنصع صفحاته.
ثم عاشت فاطمة بقية حياتها بعد ذلك في ظل الإسلام، وروت بعض الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، رضي الله عنها وأرضاها ... وألحقنا بها في الصالحين من عباده.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم سيف الدين
عضوة نشطة
عضوة نشطة
أم سيف الدين


عدد الرسائل : 50
تاريخ التسجيل : 09/11/2007

بطاقة الشخصية
مزاجي: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

الصابيات عليهن الصلاة والسلام Empty
مُساهمةموضوع: أسماء بنت عميْس "ذات الهجرتين"   الصابيات عليهن الصلاة والسلام Empty25/12/07, 01:24 pm

أسماء بنت عميْس "ذات الهجرتين"


ظن بعض الصحابة رضي الله عنهم أن مفهوم الهجرة يقتصر على الذين خرجوا من مكة إلى المدينة، وهي مرتبة من مراتب الإيمان والإسلام، مثل السابقين والبدريين، من هنا كانوا يرددون بأن الذي هاجروا إلى الحبشة ولبثوا فيها حتى كان يوم خيبر: لا هجرة لهم.

أساء ذلك أسماء رضي الله عنها، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي مهمومة متضايقة، تسأله عما يقوله بعض الصحابة، فقال لها عليه الصلاة والسلام: " بل لكم هجرتان وللناس هجرة واحدة ".

ولم يكن قوله صلى الله عليه وسلم لأسماء نوعا من تطييب الخاطر وإراحة النفس أو العزاء، بل كان تبيانا للحقيقة، وجلاء لما استبهم واستغلق، وقطعا لدابر فتنة.

فالذي تركوا مكة إلى الحبشة فرارا بدينهم، هاجروا..! " ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها" النساء آية (97)، ولقد اشتهر مفهوم الهجرة إلى الحبشة بما لا يقبل تأويلا أو تعليلا وهم أنفسهم أيضا انتقلوا من الحبشة إلى المدينة مهاجرين. وليس هذا فحسب، فإنهم عندما بلغوا المدينة وقبل أن يحطوا الرحال قد أجهدهم طول المسير، بحرا وبرا، ليلا ونهارا، علموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزو خيبر فتابعوا الرحلة، وواصلوا الجهد والعذاب شوقا إلى لقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وصادف وصولهم انتهاء المعارك وفتح خيبر، فكان قوله صلى الله عليه وسلم: " لا أدري بأيهما أفرح؟ بفتح خيبر أم بقدوم جعفر؟" تتويجا لجهاد هؤلاء المهاجرين إذ وضع صلى الله عليه وسلم فتح خيبر مع ما لاقى فيها المسلمون من العنت والشدة، على نفس المستوى مع قدوم جعفر وصحبه.






إسلامها وهجرتها


ولقد كانت أسماء رضي الله عنها من السابقات إلى الإسلام أسلمت مبكرا مع زوجها جعفر، وقد كانا حديثي عهد بعرس حين شدا الرحال إلى الحبشة مهاجرين في سبيل الله.

لقد ملك عليهما الإسلام ذاتيهما، وكل ذرة في كيانهما، فبدلا من أن يقيما في مكة ينعمان بأول أيام الزواج ويهنئا بها، انطلقا في رحلة الإيمان جهادا وكفاحا، وصبرا على الشدائد، وهذا عند المؤمن الصادق، الموصول بحب الله ورسوله، أشهى وأطيب وأعظم أجرا.

وأسماء رضي الله عنها، كانت على نفس مستوى العظمة التي تجلت في شخصية جعفر زوجها، احتمالا وتحملا، ووعيا وفهما، وإدراكا للمسؤولية، يشهد لها بذلك خلقها الطيب ومعدنها الأصيل وعمق إيمانها... ألم يشهد لها رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنها من الأخوات المؤمنات !؟

إن الذي يُحصي سنوات الإقامة الطويل في أرض غريبة، وشعب غريب لمهاجري الحبشة، مع ما تعرضوا له من مؤامرات قرشية، وما عانوه من شظف العيش وقسوة الحياة، عليه أن يتصور كل ذلك ويدرك مؤثراته وآثاره.

لقد بلغت فترة إقامتها هناك قرابة الخمسة عشر عاما، وُلد من وُلد، ومات من مات، وكبر من كان صغيرا.... وحدثت متغيرات كثيرة على مختلف الصُعُد.

وكإن رسول الله صلى الله عليه وسلم دائم الصلة بمهاجري الحبشة، عن طريق موفدين ورسل يبعث بهم ليستطلع أخبارهم من ناحية، وليزودهم بما جد في دين الله من تنزيل وأحكام من ناحية أخرى.






استشهاد جعفر


ثم عادت أسماء رضي الله عنها من الحبشة وقد أصبحت أما لها من الأولاد عبد الله ومحمد وعون. ودخلت أسماء في امتحان جدي، إذ خرج زوجها جعفر رضي الله عنه إلى مؤتة بأمر واختيار من رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ وضع الرسول ثلاثة من القادة لجيش المسلمين في هذه المعركة، إن قتل الأول خلفه الثاني وإن قُتِل الثاني خلفه الثالث. والقادة الثلاثة هم زيد بن حارثة.. يليه جعفر بن أبي طالب .. يليه عبد الله ين رواحة رضي الله عنهم.

وقد استشهد القادة الثلاثة، وقد كانت هذه المعركة هي أول معركة قتالية يخوضها جعفر في وجه أعداء الله وفي سبيل الله. وكما كان عظيما رضي الله عنه في الحبشة وبين يدي النجاشي، كان عظيما أيضا في ميدان القتال، فلما رأى أن فرسه تعيقه عن الحركة نزل عنها وعقرها ثم خاض المعمعة.

تقطعت يداه وهو يحتضن اللواء، ثم سقط مضرجا بدمه وفاضت روحه إلى عليين. ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن الله تعالى قد أبدل جعفر عن يديه جناحين يطير بهما في الجنة حيث شاء.

وكان حزن أسماء بالغا، في ثورة من البكاء والنحيب عارمة، وحق لها فقد كان جعفر الرفيق والزوج والحبيب، وما جفت عبرتها ولا رقا دمعها حتى أتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد اليوم الثالث، فهدأ من ثورة حزنها وطيب خاطرها، وكان قد دعا أولاد جعفر بين يديه .... يحدثنا عن ذلك عبد الله بن جعفر فيقول
أمهل النبي صلى الله عليه وسلم ثم أتاهم فقال : " لا تبكوا على أخي بعد اليوم... ثم قال إيتوني ببني أخي .. فجيء بنا... كأنا أفراخ... فقال صلى الله عليه وسلم ادعوا إلي الحلاق ... فدعي، فحلق رؤوسنا، ثم قال صلى الله عليه وسلم .. أما محمد فشبيه عمنا أبي طالب، وأما عبد الله فشبيه خَلقي وخُلُقي .... ثم أمسك بيدي فأشالها (رفعها) وقال ... اللهم أخلف جعفرا في أهليه، وبارك لعبد الله في صفقة يمينه .. ثلاث مرات ..... ثم جاءت أمنا فذكرت يتمنا فقال لها ..... العيلة (الفقر والحاجة) تخافين عليهم يا أسماء وأنا وليهم في الدنيا والآخرة! "

وانكفأت أسماء على نفسها وعلى أبنائها ترعاهم وتربيهم، وما كانت عينا الرسول صلى الله عليه وسلم تغفل عن أسماء وعن بني جعفر، يزورهم لكما سنحت له الفرص ويسأل عنهم وعن أحوالهم، ويصلهم بالعطايا.






زواجها من أبي بكر ثم علي


حتى كان يوم حنين....... وكان أبو بكر رضي الله عنه قد تأيّم من زوجته أم رومان التي توفاها الله تعالى، فزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر من أسماء كما جاء في الروايات. وقد كان هذا الزواج مواساة لكلا الطرفين أبي بكر وأسماء.

وعاشت أسماء في بيت أبي بكر زوجة رضية، كريمة وفية، ترعى الحق وتصون العهد، ورزقت منه رضي الله عنه بولدهما محمد بن أبي بكر.

ونظرا لما تتمتع به أسماء من حسن صحبة الزوج، أوصى أبو بكر لما مرِض مَرَض الوفاة أن تقوم أسماء على غسله، وهذا منه رضي الله عنه منتهى الحب والثقة.

ثم تزوجها علي رضي الله عنه، فرزقت منه بولدهما عون، وعاشت في بيت علي سيدة فاضلة، تؤدي حق الزوجية دونما تفريط أو إهمال أو انتقاص. ويذكر أن ولديها محمد بن جعفر ومحمد بن أبي بكر تفاخرا ذات يوم فقال كل منهما للآخر: "أنا أكرم منك وأبي خير من أبيك" ... وكان علي رضي الله عنه حاضرا فقال لأسماء : "اقضي بينهما"

وهنا تبدت أسماء في أسمى صورة للمرأة المسلمة والزوجة المؤمنة فتعطي المثل والدرس لكل فتاة ولكل زوجة ولكل أم، على كر الأيام وتعاقب الأعوام. فقات من غير توقف ولا تميز ولا تردد: "ما رأيت شابا خيرا من جعفر ولا كهلا خيرا من أبي بكر". فسكت الولدان ولم يعودا إلى ما كانا عليه من المفاخرة، وهنا تكلم علي مداعبا فقال: "فما أبقيت لنا؟ "






وفاتها


وقاربت رحلة أسماء في الدنيا على النهاية، فلما أتاها نعي ولدها محمد بن أبي بكر من مصر، قامت إلى مصلاها في بيتها، وكظمت غيظها، وأدت نفلها، وحبست دمعها، فانعكس كل ذلك على بدنها وقد ضعف وشاخ فشخب ( سال منها الدم) ثدياها دما ... ونزفت حتى فاضت روحها، وأسلمتها إلى بارئها.

أكرم الله مثواها، وأنزل عليها شآبيب رحمته، وبوّأها مقام الأبرار الصالحين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الصابيات عليهن الصلاة والسلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الصلاة
» الاعجاز العلمى فى الصلاة
» لماذا أمرنا الله بالخشوع أثناء الصلاة؟
» تعلم الصلاة .. بالصوت والصورة .. بتقديم الشيخ المنجد
» سلسلة التحذير من البدع.....التصافح بعد الصلاة وقول حرما وجمعا

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
وتعاونوا على البر والتقوى :: اسلاميات :: واحة فضائل الصحابة والصحابيات وسيرهم ومآثرهم-
انتقل الى: